أنواع اللغة لدى الإنسان

‫‪1‬‬
‫لغة االتصال لدى اإلنسان‬
‫بقلم‪ :‬أيدي سوينتو‬
‫بجامعة اإلسالمية الحكومية بنغكاليس‬
‫الملخص‬
‫هدفت هذه الدراسة معرفة اللغات لدى االنسان في مفهوم االتِّصال االنساني في خدمة‬
‫المجتمع العام وخاصة عند تعليم مهارات اللغة العربية‪ .‬ألن وظيفة اللغة ليست أنها‬
‫مجرد وسيلة للتفاهم أو توصيل فحسب‪ ،‬بل وظيفة اللغة هي أنها الحلقة في سلسلة‬
‫النشاط االنساني المنتظم‪ ،‬وأنها جزء من السلوك اإلنساني‪ .‬ونفهم من هذه العبارة أن‬
‫اللغة إنما تحقق رغبة اإلنساني باعتباره مخلوقا إجتماعيا‪ .‬وهي الوسيلة التي تتم‬
‫بواسطتها تبدل أو نقل المعلومات‪ ،‬واألفكار والحقائق والمشاعر من جهة إلى أخرى‬
‫حتى يتحقق الفهم الموحد وكذلك توفر نفس المعلومات واألفكار والحقائق لجميع‬
‫األطراف الذين تشملهم عملية اإلتصال‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫ظهرت أهمية االتصال في حياتنا منذ وقت بعيد‪ ،‬فهو من العوامل المساعدة على‬
‫استقرار الحياة اإلنسانية وازدهارها‪ ،‬ويعود له الفضل األكبر في نمو الفكر اإلنساني‬
‫وتطوره‪ ،‬وتقدم األمم والحضارات اإلنسانية‪ ،‬وقد اعتبر الكثير من الباحثين أن‬
‫االتصال يعتبر المعيار المهم الذي يُقاس به مدى ُرقي األمم والحضارات‪ ،‬وما‬
‫أحرزتهُ من تقدم وازدهار‪ ،‬ولقد تعددت الوسائل واألساليب التي استخدمها اإلنسان‬
‫في حيات ِّه للتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وللتعبير عن األفكار‪ ،‬واآلراء التي يحملها‪،‬‬
‫والمشاعر واألحاسيس التي تجول في نفسه‪ ،‬فباإلضافة إلى استخدامه الكلمة‬
‫المنطوقة‪ ،‬وجد وسائل أخرى استعان بها مثل الرموز واإلشارات؛ حيث جعل منها‬
‫وسيلة ولغة للتفاهم والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬كما استخدم الصور والخرائ‬
‫والرسومات التوضيحية؛ إليصال ما لديه من أفكار لآلخرين‪.‬‬
‫تعد اللغة من الخصائص التي اختص بها هللا بني البشر لينفردوا عن سائر‬
‫مخلوقاته‪ .‬ومن المتفق عليه أن االنسان وحده هو القادر على استخدام الرمز الذي‬
‫يدل علي المعاني أو يعبر عن أفكاره وعواطفه‪ .‬ولكي يتواصل الفرد مع بقية أفراد‬
‫جماعته يحتاج إلى لغة للتفاهم‪ .‬هذه اللغة تعارفت عليها الجماعة عبر الزمن‪،‬‬
‫واتخذت لها رموزا ً خاصة‪ ،‬والرموز قد تكون صورة أو كلمة تصدر عن أي جزء‬
‫من أجزاء الجسم أو غير ذلك‪ .‬وأن هناك بعض المشاعر واألفكار التي يصعب على‬
‫الفرد أن ينقلها لغيره بصورة ظاهرة مباشرة من خالل رموز اللغة المتعارفة يعني‬
‫اللغة الشفوية أو الكالم‪ ،‬واللغة الكتابية‪ ،‬وهناك تظهر لغات أخرى ربما ال يعجز عنه‬
‫اللسان تبرزه يعني لغة اإلشارة أو حركة الجسم‪ .‬محور هذه الدراسة تر َّكز حول‬
‫‪2‬‬
‫اللُّغات لدى االنسان في مفهوم االتِّصال االنساني‪ ،‬إما اللغة الشفوية أو الكالم‪ ،‬واللغة‬
‫الكتابية‪ ،‬واللغة اإلشارية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم اللغة‬
‫اللغة كلمة ثالثية محذوفة الالم وأصلها على المشهور لغو أو لغي‪ ،‬على‬
‫خالف بين لغويين العرب في تعيين الحرف المحذوف‪ ،‬في كونه واوا أو ياء‪ ،‬والتاء‬
‫فيها عوض عن الالم المحذوفة‪ .‬ومنهم من جزم بأن أصلها لُ ْغ َوةٌ‪ ،‬وضعف هذا‬
‫الرأي أنه يترتب على ذلك الجمع بين العوض والمعوض عنه‪ 1.‬أما علماء اللغة فقد‬
‫نظروا إلى هذا الموضوع اصطالحا من زاوية قد تختلف وتتفق أيضا مع الفريق‬
‫اآلخر‪ ،‬وسوف نتناول هنا بإيجاز‪:‬‬
‫‪ )1‬تعريف ابن جني‪ :‬أبا الفتح ابن جني كان أسبق اللغويين العرب في تحديد‬
‫المراد بمصطلح " لغة " عندما ذكر أن حد اللغة‪ :‬أصوات يعبر بها كل قوم‬
‫عن أغراضهم‪ .‬ويبدو أن هذ التعريف قد لقى القبول من اللغويين العرب‬
‫‪2‬‬
‫بوجه عام‪.‬‬
‫‪ )2‬تعريف إبراهيم أنيس‪ :‬كان تعريفه للغة يمثل وجه نظر المحدثين من‬
‫العرب‪ ،‬أن اللغة عنده هي‪ :‬نظام عرفي لرموز صوتية يستغلها الناس في‬
‫‪3‬‬
‫اإلتصال بعضهم ببعض‪.‬‬
‫‪ )3‬تعريف لواندوفسكي‪ :‬أن اللغة هي ظاهرة إنسانية واجتماعية في نفس‬
‫الوقت‪ ،‬وهي نظام من الرموز وأداة للفكر والتعامل‪ ،‬والوسيلة األساسية‬
‫‪4‬‬
‫لإلتصال بين بني البشر‪.‬‬
‫‪ )4‬تعريف إدوارد سابير‪ :‬وفي هذا التعريف نص صريح على االتصال‬
‫بوصفه الهدف الذي يتوخاه المرء من استخدام اللغة‪ ،‬فاللغة عنده أنسانية‬
‫خالصة‪ ،‬وليست غريزة‪ ،‬تستهدف توصيل األفكار والمشاعر والرغبات‬
‫‪5‬‬
‫من خالل نظام من الرموز يختاره المجتمع‪.‬‬
‫‪ )5‬تعريف وبستر‪ :‬اللغة هي وسيلة منهجية إليصال األفكار أو االنفعاالت من‬
‫خالل استخدام عالمة اصطالحية‪ ،‬واألصوات‪ ،‬واإليماءات‪ ،‬أو عالمات‬
‫‪6‬‬
‫ذات معاني مفهومة‬
‫وكل هذا التعريف يدل على عملية االتصال‪ ،‬ونقل األفكار والمشاعر عن‬
‫طريق اشارات وأصوات ومالمح وعالمات يفهم معناها‪ .‬إذن يكاد يتفق على أن‬
‫اللغة في تلك التعريفات هي أداة االتصال بين أفراد البشر‪.‬‬
‫‪ .1‬أحمد طه سلطانو محمد ابراهيم العفيفي‪ ،‬محاضرات في فقه اللغة العربية‪ .‬مقرر كلية اللغة العربية بجامعة األزهر الشريف‬
‫بالقاهرة‪ .‬القاهرة‪ :‬دار اإلتحاد والتعاوني للطباعة‪ 2010 ،‬م‪ .‬ص ‪.7‬‬
‫‪ .2‬عبد الفتاح البركاوي‪ .‬مدخل الى علم اللغة الحديث‪ ،‬مقرر كلية اللغة العربية بجامعة األزهر الشريف بالقاهرة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫‪1424‬هـ ‪ 2004/‬م‪ .‬ص‪.14 .‬‬
‫‪ .3‬أبراهين أنيس‪ .‬اللغة بين القومية والعالمية‪ .،‬دار المعارف بمصر بدون سنة الطبعة‪ ..‬ص ‪.11‬‬
‫‪ .4‬عبد الفتاح البركاوي‪ .‬ص ‪.20‬‬
‫‪ .5‬رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬المهارات اللغوية‪ :‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ 2004 ،‬م‪ .‬ص ‪.151‬‬
‫‪ .6‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.152‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم االتِّصال االنساني‬
‫االتِّصال لغة‪ :‬من "وصل"‪ ،‬والواو والصاد َّ‬
‫والالم أصل واحد يدل على ضم‬
‫شيء إلى شيء حتى يعلقه‪ ،‬ووصلته به وصال‪ 7 .‬واالتِّصال مصدر صناعي من‬
‫وصل وهو‪ :‬أن يكون ألجزاء شيء حد مشترك‪ ،‬كما قال أبو البقاء أيوب بن موسى‬
‫‪8‬‬
‫الحسيني الكفوي في معجم المصطلحات والفروق اللغوية‪.‬‬
‫االتصال اإلنساني هي لغربيين‪،‬‬
‫ومعظم التَّعريفات االصطالحية لمفهوم‬
‫ِّ‬
‫ويوجد قليل من التعريفات العربية لالتصال اإلنساني ومن بينها عند صالح الدين‬
‫جوهر في كتابه علم االتِّصال مفاهيمه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬مجاالته‪ ،‬بأن اإلتصال اإلنساني‬
‫هو‪ :‬عملية يستطيع خاللها طرفان أن يصال إلى حالة من المشاركة التَّامة أو الجزئية‬
‫في فكرة أو اتِّجاه أو إحساس أو تحف لعمل معين‪ .‬وعرفه صالح خليل أبو إصبع في‬
‫االتصال واإلعالم في المجتمعات المعاصرة‪ ،‬بأنه‪ :‬عملية ديناميكية يقوم بها‬
‫ال َّ‬
‫شخص بنقل رسالة ما‪ ،‬تحمل المعلومات أواآلراء أو االتِّجاهات أو المشاعر إلى‬
‫اآلخرين لهدف ما‪ ،‬عن طريق الرموز‪ ،‬في ظرف ما‪ ،‬بغض النَّظر عما قد يعترضها‬
‫‪9‬‬
‫من تشويش‪.‬‬
‫والتعريفات األخرى بأنه‪ :‬الوسيلة التي تتم بواسطتها تبدل أو نقل المعلومات‪،‬‬
‫واألفكار والحقائق والمشاعر من جهة إلى أخرى حتى تيحقق الفهم الموحد وكذلك‬
‫توفر نفس المعلومات واألفكار والحقائق لجميع األطراف الذين تشملهم عملية‬
‫اإلتصال‪ .‬ويرى علماء النفس أن اإلتصال هو عملية تبادل األفكار واآلراء‬
‫‪10‬‬
‫والمعلومات عن طريق الحديث والكتابة واإلشارات‪.‬‬
‫إذن يمكن تعريف االتِّصال اإلنساني هو عملية تبادلية مستمرة في نقل األفكار‬
‫والمشاعر والمعلومات بين شخصين أو أكثر على اختالف مستوياتها باستخدام‬
‫طريق الحديث والكتابة واإلشارات بما يحقق التفاهم‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع اللغة من ناحية االتصال اإلنساني‬
‫وقد منح هللا اإلنسان العقل ومكنه من استخدام اللغة وهي أهم أدوات التعبير‬
‫والتفاهم بين البشر‪ .‬ويمكن القول إن الجهاز العصبي لإلنسان والعقل هما أساس‬
‫القدرة االتصالية بين الناس والتي تقوم علي تبادل الرموز والتعبير عن الذات‪.‬‬
‫ويعتمد هذه االتصال علي تجسيد المعاني واألفكار في صور أو ألفاظ أو أنغام أو‬
‫رسوم‪ .‬وتعد الرموز اللغوية أرقي أنواع الرموز وأقدرها علي نقل المدركات من‬
‫مجال الغموض إلي الوضوح‪ 11.‬وبناء علي ما تقدم يتضح لنا أن هناك نوعين من‬
‫أنواع االتصال‪:‬‬
‫‪ .7‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪ .‬معجم مقاييس اللغة‪ -‬تحقيق وضبط‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪1392‬هـ ‪ 1972 .‬م‪ .‬ج‪ 6 :‬ص‪115 .‬‬
‫‪ .8‬فاطمة عرفات الحلو‪ ،‬االتصال الصامت وتأثيره في اآلخرين (رسالة الماجستير)‪ ،‬بالجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة عمادة الدراسات العليا‬
‫كلية أصول الدين قسم التفسير و علوم القرآن‪ ،‬تحت إشراف فضيلة الدكتور ‪ /‬وليد محمد العمودي‪ ،‬بغزة فلسطين‪1429،‬هـ ‪2008 .‬م‪.‬‬
‫ص‪.3 .‬‬
‫‪ .9‬المرجع السابق‬
‫‪ .10‬مجموعة خبراء المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ /‬إشراف علمي محمود أحمد عبد الفتاح‪ ،‬اإلتصال اللفظي وغير اللفظي‪،‬‬
‫طبعة ‪ -1‬القاهرة‪ :‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪2012 .‬م‪ .‬ص ‪.15‬‬
‫‪ .11‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.37‬‬
‫‪4‬‬
‫األول‪ :‬االتصال اللفظي ( لغة الكالم ولغة الكتابة)‬
‫بدأ استخدام اللغة في التفاهم اإلنساني عندما تطورت المجتمعات وأصبحت‬
‫قادرة علي صياغة كلمات ترمز إلي معان محددة يلتقي عندها أفراد المجتمع‪،‬‬
‫ويعتمدون علي داللتها في تنظيم عالقاتهم والتعبير عن مشاعرهم‪ .‬ويدخل ضمن هذا‬
‫التقسيم‪:‬‬
‫‪ )1‬الكالم‬
‫أ‪ .‬تعريف الكالم‬
‫نالحظ على هذا التعريف أنه ينظر إلى الكالم من حيث هو حقيقة لغوية واقعة‬
‫أمام السامع‪ .‬والكالم عند الفالسفة يختلف في تعريفه عند النحاة‪ ،‬الكالم عند النحاة‬
‫اللفظ المفيد‪ ،‬وعند إخوان الصفا من الفالسفة النطق هو المنطق‪ .‬أن المنطق مشتق‬
‫طقَ َي ْن ِّط ُق نُ ْ‬
‫من َن َ‬
‫طقًا‪ ،‬والنطق فعل من أفعال النفس اإلنسانية‪ .‬وهذا الفعل نوعان‪:‬‬
‫فكري ولفظي‪ .‬والنطق اللفظي هو أمر جسماني محسوس‪ ،‬والنطق الفكري أمر‬
‫روحاني معقول‪ ،‬وذلك أن النطق اللفظي إنما هو أصوات مسموعة لها هجاء‪ ،‬وهي‬
‫تظهر من اللسان الذي هو عضو من الجسد‪ ،‬وتمر الى المسامع من اآلذان التي هي‬
‫‪12‬‬
‫أعضاء من أجساد أخرى‪.‬‬
‫والتعريف عند العا ِّلم األمريكي إدوارد سابير بأن الكالم هو وسيلة التفاهم‬
‫خاصة باإلنسان‪ ،‬وغير غريزية فيه‪ ،‬تمكنه من تبادل األفكار والوجدانات والرغائب‬
‫بوساطة رموز صوتية اصطالحية على وجه التغليب والتعميم‪ ،‬تصدرها أعضاء‬
‫النطق اراديا‪ ،‬باندفاع الهواء خاللها من الداخل الى الخارج‪ 13.‬وهذا تعريف الكالم‬
‫في علم اللغة عند سبير يعني وسيلة التفاهم غير غريزية‪ ،‬ويسمى أيضا باللغة‬
‫الشفوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬اللغة والكالم‬
‫ونتبين على ضوء هذا النص أن القدماء من علماء العربية قد أدركوا أن‬
‫هناك فرق بين اللغة والكالم‪ .‬إن ما أشار إليه ابن جني هنا قد صرح به أبو الحسين‬
‫أحمد بن فارس‪ ،‬حيث ذكر‪ :‬فإن قال قائل‪ :‬فقد يقع البيان بغير للسان العربي‪ ،‬ألن‬
‫كل من أفهم بكالمه على شرط لغته فقد بين‪ِّ .‬قيل له‪ :‬إن كنت تريد أن المتكلم بغير‬
‫لغة العربية قد يعرب عن نفسه حتى يفهم السامع مراده فهذا أخس مراتب البيان ألن‬
‫األبكم قد يدل بإشارات وحركات له على أكثر مراده ثم ال يسمى متكلما‪ ،‬فضال عن‬
‫أن يسمى بينا أو بليغا‪ 14.‬إن هذه العبارة قد صرح في أن الكالم ال يفهم إال إذا كان‬
‫على شرط اللغة‪ ،‬وهذا يعني أن اللغة شئ والكالم شيئ آخر‪ ،‬اذ هو بمثابة التطبيق‬
‫العملي لها‪ .‬وعند المحدثين ويصوره لنا تمام حسن حيث ذكر مبينا طبيعة كل من‬
‫الكالم واللغة‪ ،‬أن الكالم عمل واللغة حدود هذا العمل‪ ،‬والكالم سلوك واللغة معايير‬
‫‪ .12‬حسن ظاظا‪ ،‬اللسان واإلنسان مدخل الى معرفة اللغة‪ .‬دمسق‪ :‬دار القلم‪ .‬وبيروت‪ :‬الدار الشامية‪ .‬الطبعة الثانية‪1410 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1990‬م‪ .‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪ .13‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ .14‬أبو الحسين أحمد بن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية‪ .‬بيروت لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 .‬هـ ‪-‬‬
‫‪1997‬م‪ .‬ص ‪.19‬‬
‫‪5‬‬
‫هذا السلوك‪ ،‬والكالم نشاط واللغة قواعد هذا النشاط‪ ،‬والكالم حركة واللغة نظام هذه‬
‫‪15‬‬
‫الحركة‪ ،‬والكالم يحس بالسمع نطقا والبصر كتابة واللغة تفهم بالتأمل في الكالم‪.‬‬
‫وقد يقول تمام حسان أن الكالم قد يكون أيضا عمال إجتماعيا كاللغة‪ ،‬وذلك‬
‫حين يستخدمه وسيلة لإلتصال بين أفراد الجماعة‪ ،‬وهو يتفق مع العالم ألماني بولر‬
‫‪ Buhler‬الذي قسم الكالم غلى قسمين‪ :‬األول حدث كالمي والثاني تعامل بالكالم‬
‫أو نشاط الكالمي‪ ،‬واألول فردي والثاني اإلجتماعي ألنه يشترط اشتراك أكثر من‬
‫‪16‬‬
‫فرد حتى تتم العملية الكالمية‪.‬‬
‫ج‪ .‬وظيفة الكالم‬
‫ال يبدو أن هناك إجابة بسيطة‪ ،‬أو حتى إجابة مركبة واحدة‪ ،‬ألن الكالم‬
‫يؤدي وظائف عديدة في مختلف المواقف والمناسبات‪ .‬وقد صرح مالينوفسكي‪ :‬أن‬
‫اللغة في استخدامها البدائية تقوم بدور حلقة في سلسلة األنشطة اإلنسانية المتألفة‬
‫باعتبارها جزءا من السلوك اإلنساني فهي وسيلة من وسائل الفعل وليست أداة‬
‫للتأمل‪ ،‬ومن األمثلة ذلك نوع الكالم الذي نسمعه من عمال نقل األثاث‪ " :‬خذ‬
‫عليك‪ 17‬أو افعل كما أطلب منك‪ ...‬وما إلى ذلك‪ ،‬حيث يقوم الكالم بالتحكم باألنشطة‬
‫الجسدية والجهد البشري المبذول‪ ،‬وسمي الوظيفة التنظيمية كما قال هاليداي‬
‫)‪ 18.(Hallhday‬وذلك على عكس وظيفته عند القاء المحاضرات حيث يستخدم‬
‫في التأثير على المتلقين ال على أفعالهم‪ ،‬ويسمى الوظيفة اإلكتشافية ويلخصها‬
‫هاليداي في عبارة " أخبرني عن السباب "‪ ،‬أو الوظيفة البيانية في عبارة " لدي‬
‫شيء اريد ابالغك به "‪ .‬والوظيفة األخرى التواصل الوادي وهو نوع الحديث الذي‬
‫يتجاذب الناس أطرافه للتعارف والتواصل كما أطلق مالينوفسكي‪ .‬وغير ذلك من‬
‫الوظائف اآلخرى‪.‬‬
‫‪ )2‬الكتابة‬
‫أ‪ .‬تعريف الكتابة‬
‫فالكتابة لغة الجمع والشد والتنظيم‪ ،‬والذي يراجع إلى لسان العرب يدل على‬
‫معنى اإلتفاق على الحرية‪ ،‬القضاء واإللزام واإليجاب‪ .‬والمعنى االصطالحي يجمع‬
‫هذه الدالالت المتنوعة‪ ،‬فالشد والجمع أمر ضروري ألن الكتابة ال تقوم إال‬
‫بالصياغة المحكمة‪ ،‬والصياغة في حد ذاتها جمع بين الكلمات ورب لها بعضها‬
‫ببعض‪ .‬أما معنى الحرية فيتمثل في رغبة اإلنسان القائمة في نفسه لتحرير ما‬
‫بداخله من أفكار ومشاعر وأحاسيس‪ .‬وأما المعنى الثالث الذي يتمثل في اإللزام‬
‫‪19‬‬
‫فالكلمة المكتوبة تلزم صاحبها وتعتبر شاهدا على ما قطعه على نفسه‪.‬‬
‫ليست اللفظة في اللغة المكتوبة " النص" مساوية للفظة المنطوقة في اللغة‬
‫المحكية " التحدث أو التكلم" ولو كانت الكلمة نفسها في الحالتين‪ .‬إذا وتطلق الكتابة‬
‫‪ .15‬الكتابة هنا ليست سوى رموز الكالم‬
‫‪ .16‬مدخل الى علم اللغة الحديث‪ .‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪ .17‬هدسون‪ ،‬علم اللغة اإلجتماعي‪ .‬ترجمة‪ :‬محمود عياد‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1990‬م‪ .‬ص ‪.172‬‬
‫‪ .18‬المهارات اللغوية‪ :‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ .19‬محمد صالح الشنطي‪ .‬فن التحرير العربي ضوابطه وأنماطه‪ .‬المملكة العربية السعودية‪ :‬دار األندلوس‪ ،‬الطبعة السابعة‪1427 .‬هـ‬
‫‪ 2006 -‬م‪ .‬ص ‪.19‬‬
‫‪6‬‬
‫في االصطالح لخاص بألدباء على صناعة اإلنشاء‪ .‬وفي اصطالح الفقهاء على عقد‬
‫بين وعبده على مال يدفع عليه منجما فيعتق بأدائه‪ 20 .‬والتعريف اآلخر أن الكتابة‬
‫هي عبارة عن تسجيل خطي‪ ،‬يمكن إدراكه بالبصر ألصوات اللغة التي هي ذات‬
‫طبيعة سمعية‪ ،‬بمعني‪ :‬أنها عملية تحويل المسموع إلي مرئي‪ ،‬عن طريق مجموعة‬
‫من الرموز التي هي الحروف‪ .‬فاللغة المسموعة هي التي تقوم بالداللة وهي األصل‪،‬‬
‫والكتابة ليست إال تسجيال لهذه اللغة‪ 21.‬وأن التعريف المناسب بهذا المدخل في كتاب‬
‫فن االتصال اللغوي ووسائل تنميته لمحمد الظفيري أن يقصد بالكتابة‪ :‬رسم الحروف‬
‫وكتابتها بشكل واضح‪ ،‬بحيث يسمح للقارئ التعرف عليها وفهم مدلولتها‬
‫‪22‬‬
‫ومضامنها‪.‬‬
‫ب‪ .‬وظائف الكتابة‬
‫من المعروف أن الكتابة في حضاراة العالم القديم فعل مقدس‪ ،‬وال تزال‬
‫تحظي حتى اليوم بهالة من اإلحترام والرهبة‪ ،‬نظرا لقيامها بوظيفتين أساسيتين‪:‬‬
‫إحداهما‪:‬‬
‫‪ )1‬وظيفة التخزين المعرفي (بما في ذلك التراث الديني والثقافي والفكر‬
‫واألسطوري والتاريخي والعلمي مع امكان القيام بنقله وتوصيله من مكان إلى‬
‫آخر ومن جيل إلى جيل ومن عصر إلى عصر)‪.‬‬
‫‪ )2‬وظيفة السياقية هي نقل اللغة من المجال السمعي إلى المجال البصري‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫والسماح بسبر أغوار الكلمات والجمل في سياقتها اإلصلية‪.‬‬
‫ج‪ .‬أهمية الكتابة‬
‫‪ )1‬الكتابة مصادرها متعددة فقد تكون نقال ألفكار اآلخرين سماعأ أو ترجمة‬
‫للفكر‪ ،‬أو تهذيب أقوال أو ترجمة معلومات أو وصف حال أو حدث وهي‬
‫بالتالي مرحلة تأتي بعد القراءة‪ .‬وللرسم اإلمالئي منزلة عالية في ذلك‪ ،‬ألنه‬
‫سجل حافظ لتلك المعلومات‪ ،‬والكتابة اإلمالئية طريقة اخترعها اإلنسان في‬
‫أطوار متحضرة ليترجم وشمجل عما في نفسه ليكسر المسافات الزمنية‬
‫والمكانية‪ .‬إن اإلنسان على مر العصور له تراث وإنجازات تتفاوت من عصر‬
‫إلى عصر‪ ،‬وأن اإلنجازات التي تسجل رسمأ أو كتابة زالت‪ ،‬وإن بقي منها‬
‫شيء فإن العلماء درسوها دراسة دقيقة واستنتجوا ما تحمل من تراث تلك‬
‫األمم‪ .‬أما الكتابة والرموز الفنية والرسومات فهي السجل الحقيقي للفكر‬
‫اإلنساني‪ ،‬ومن هنا نجد أن كثيرأ من المؤرخين والباحثين وعلماء اآلثار‬
‫يهتمون بالنقوش والخربشات والكتابة خاصة ألنها سجل ألفكار تلك األمم‪،‬‬
‫وكتابة القوم لسان حالهم وترجمة ألفكارهم وسجل منجزاتهم‪ .‬فمن هنا نرى‬
‫‪ .20‬محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي‪ ،‬تاريخ الخط العربي وأدابه‪ ،‬الطبعة الهاللي‪1358 ،‬هــ ‪ 1939 -‬م‪ .‬ص‪.7 .‬‬
‫‪ .21‬أ‪.‬د ‪ /‬عبد الرحيم الكردي‪ ،‬د‪ /‬أحمد محمد عطــا‪ .‬الكتابة العربية‪ ،‬بدون مكان الطبعة و سنتها‪.‬‬
‫‪ . 22‬محمد رجب نجار‪ ،‬سعد عبد العزيز مصلوح‪ ،‬أحمد إبراهيم الهواري‪ .‬الكتابة العربية مهارتها وفنونها‪ .‬كويت‪ :‬مكتبة دار العروبة‪.‬‬
‫‪ 1422‬هـ ‪ 2001 -‬م‪ .‬ص ‪.15‬‬
‫‪ .23‬الكتابة العربية مهارتها وفنونها‪ .‬ص ‪.16‬‬
‫‪7‬‬
‫الكتابة لسان األمم السابقة تعرفنا على علومهم وفنونهم وكتبهم ومعتقداتهم‪،‬‬
‫‪24‬‬
‫فالكتابة سر نهضة األمم في السابق والالحق‪.‬‬
‫‪ )2‬الكتابة وسيلة إلشباع الحاجة النفسية لدى الفرد‪ ،‬وهي حاجاته لإلتصال بغيره‪،‬‬
‫فاإلنسان اجتماعي بطبعه‪ ،‬ولذلك فعندم يمسك بالقلم ليكتب فكرة ما فإنه يكتبها‬
‫لغيره ال لنفسه‪ ،‬كما أنها وسيلة إلشباع حاجة اإلنسان الفكرية وخاصة عند ما‬
‫‪25‬‬
‫يكتب اإلنسان فكرة يريد أن يسجلها ويختزنها ليعاودها كلما احتاج إلى ذلك‪.‬‬
‫‪ )3‬جماع فنون اللغة حيث إنها تتطلب جميع المهارات اإلخرى‪ ،‬ففي الكالم يمكن‬
‫للمستمع أن يوقف المتكلم ويسأله عن شيء لم يفهمه‪ ،‬ويمكن أن يطلب منه‬
‫اإلعادة والتكرار‪ .‬وفي ناحية اخرى أن الكالم يساعد على فهم محتواه استخدام‬
‫اإلشارات وتعبيرات الوجه وحركات الجسم وغير ذلك مما يساعد على‬
‫إيضاح المعنى وإظهاره‪ ،‬وأما الكتابة فلها مهارات خاصة بها ال توجد في أي‬
‫‪26‬‬
‫فن لغوي أخرى‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬االتصال غير اللفظ‬
‫‪ .1‬مفهوم االتصال غير اللفظ‬
‫ويقصد به ذلك النوع من االتصال الذي تستخدم فيه اإلشارات وتعبيرات أو‬
‫حركات أعضاء الجسم وكلها رموز لمعان معينة‪ ،‬وهو نابعة من العقل الباطن‬
‫وتحمل معاني لم يشر اليها لفظيا‪ ،‬فمثال قد يتحدث معك أحد مرئ ومن الممكن أن‬
‫يكذب بالكالم ولكن تعبير الوجه وحركات الجسم تفضح وهو كاذب ويمكن كشفه عن‬
‫طريق مراقبة حركة الجسم مثل حركات العيون أو حك األنف أو مسك األذن أو‬
‫تعظيم الفهم أو اللعب بالشعر أو طريقة الجلسة وغير ذلك‪ .27‬وكثيرا ما تؤدي‬
‫التعبير‬
‫اإلشارة دورا كبيرا ايجابيا في نقل الفكرة أو توصيل اإلحساس وقد تدعم‬
‫َ‬
‫الشفهي أو مكملة الكالم اللفظي أو مناقضة له‪ .‬واإلشارة لغة منظورة أو لفتة متحركة‬
‫فإذا اقترنت اإلشارة باللفظ في موضعها المالئم أثرت تأثيرا عظيما‪.‬‬
‫وقد قام العديد من علمائنا العرب باإلهتمام بمثل هذه الدراسات‪ ،‬وكان لهم‬
‫السبق من أوربا مثل الجاحظ في ادراكه العميق للظاهرة من خاالل دراسته وتحديده‬
‫لوسائل البيان أو التواصل "البيان والتبيين" في باب البيان ويبين عن طرائق اإلشارة‬
‫ولغاتها‪ ،28‬والتاج في "أخالق الملوك" وابن جني في كتابه "الخصائص" قد فطن‬
‫لدور اإلشارة الجسمية في الكالم‪ ،‬وعلماء البالغة مثل ابن رشيق في كتابه "‬
‫صاحب العمدة" وكذلك اسحاق الشيرزي وغيرهم‪ 29.‬ومن المعروف لدى الباحثين‬
‫اللغويين ا لمحدثين أن سوسور هو صاحب الفضل األول في لفظ األنظار إلى‬
‫ضرورة دراسة حيات الرموز في المجتمعات‪ ،‬بل أنه هو الذي يتصور مولد هذا‬
‫‪ .24‬فخر خليل النجار‪.‬األساس الفنية للكتابة والتعبير‪ .‬عمان‪ :‬دار الصفاء‪ ،‬الطبعة اإلولى‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪ .‬ص ‪.42-41‬‬
‫‪ .25‬ماهر شعبان عبد الباري‪ .‬الكتابة الوظيفية واإلبداعية المجاالت‪ ،‬المهارات‪ ،‬األنشطة‪ ،‬والتقويم‪ .‬عمان‪ :‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪2010‬م – ‪ 1431‬هـ‪ .‬ص ‪.36‬‬
‫‪ .26‬نفس المرجع‪ .‬ص ‪.37-36‬‬
‫‪ .27‬مستور سالم أبوتالت‪ ،‬أسرار لغة الجسم‪ .‬اإلسكندارية‪ :‬مطبعة سامي‪2010 .12‬م‪ .‬ص ‪.16‬‬
‫‪.28‬أبي عثمان عمر بن بحر الجاحظ‪ ،‬البيان والتبيين‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة العصرية‪1426 ،‬هـ\ ‪2005‬م‪ .‬ص ‪.57‬‬
‫‪.29‬أسرار لغة الجسم‪ .‬ص ‪.11‬‬
‫‪8‬‬
‫الضرب من الدرس الذي لم يكتب له النمو إال من ابتداء ستينيات من هذا القرن‪،‬‬
‫ولعل فيما ذكره سوسور في محاضراته‪ ،‬اذ يقول‪ :‬ويمكننا أن تصور علما يتخذ‬
‫موضوعا له دراسة حيات الرموز في رحاب الحياة اإلجتماعية‪ ،‬ويصبح هذا العلم‬
‫جزءا من علم النفس اإلجتماعي وبالتالي من علم النفس العام‪ ،‬ونحن نطلق عليه (علم‬
‫اإلشارات) "علم السميولوجية" (‪ 30.)Semiologi‬وعندما نتحدث عن لغة الجسم‬
‫نكون في صدد الحديث عن أقوى وأهم شكل من أشكال األتصال بين الناس‪ ،‬فهذه‬
‫اللغة مثيرة ألنها تسمح لنا بقراءة أفكار من يبادلنا الحديث‪ .‬وفي مجتمع اسكندارية‬
‫خاصة ومصرى عموما لغة الجسم تعتمد وتدرس‪ ،‬كمادة أساسية فيى الجامعات‬
‫والمعاهد‪ ،‬كما أصبحت شرط أساسي من المهارات التي يجب اإللمام بها في بعض‬
‫المؤسسات مثل اإلستخبارات والبنوك وشركات التأمين لكسب المزيد من الزبائن‬
‫‪31‬‬
‫ومعرفة ما يدور في أفكارهم لبعث األفكار اإليجابية وبالتالي لكسب ثقتهم‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع اإلتصال غير اللفظ‬
‫ويدخل ضمن هذا التقسيم كل أنواع االتصال اللغوي التي تعتمد على اللغة‬
‫غير اللفظيه‪ ،‬منها‪:‬‬
‫األول‪ :‬لغة اإلشارات العامة‪ :‬وهى تتكون من مجموعة اإلشارات البسيطة او‬
‫المعقدة التى يستخدمها االنسان لإلتصال بغيره بدون مصاحبة لغة اللسان ‪ .‬وهي‬
‫التي يتفق عليها مجتمع معين لتحل محل الكلمات‪ ،‬مثل ذلك رفع أصابع اليد اليمنى‬
‫ويحركها للتعبير عن التمني بالتوفيق‪ ،‬ورفع الشرطة يده اليمنى مع بس الكف‬
‫إليقاف المرور‪ .‬وهناك أمثلة كثيرة واضحة لهذا النوع من اإلشارات العامة في‬
‫معظم ثقافات المجتمع‪ .‬وذلك مثل استخدام حركة الرأس للداللة على اجابة "بنعم "‬
‫أو " ال " ‪ .‬وهناك اختالفات ثقافية في أنواع إيماءات الرأس المستخدمة لكل من‬
‫هذين المعنين‪ ،‬فبعض الثقافات مثل (أوروبا الغربية والوالية المتحدة) تستخدم‬
‫الحركة من األعلى إلى األسفل للداللة على " نعم " وكذالك في بلدنا إندونيسيا‪ .‬أما‬
‫الثقافات األخرى ( مثل شرقي البحرى األبيض المتوس ) فتستخدم الحركة من‬
‫األسفل الى األعلى‪ 32.‬بينما تستخدم حركة الرأس الى األعلى من العراقي أو‬
‫السوري أو الفلسطني وغيرهم من العرب في مختلف أقطارهم تعني الرفض أو " ال‬
‫‪33‬‬
‫"‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬لغة اإلشارة اإليضاحية‪ :‬وتتضمن جميع الحركات التى ننقل بها‬
‫معان أو مشاعر للستكمال معنى الرسالة المنطوقة‪ ،‬ألنها غالبا ما تصاحبها‪ .‬كما أنها‬
‫تتمثل في حرك ات اإلشارة إلى األشياء مثال ذلك عندما يشير المدرس إلى كتاب معه‬
‫ويقول" هذا هو الكتاب المقرر عليكم" أو عندما يوضح المالحظ ألحد العمال كيفية‬
‫‪34‬‬
‫أداء العمل المعين‪ ،‬ويقول له‪ :‬ضع األسطوانة في مكانها بالمكينة هكذا‪.‬‬
‫‪ .30‬هادي نهر‪ ،‬علم اللغة اإلجتماعي عند العرب‪ .‬بغداد‪ :‬ساعدة الجامعة المستنصرية على طبعه‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 .‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫ص ‪.144‬‬
‫‪ .31‬أسرار لغة الجسم‪ .‬ص‪.12‬‬
‫‪ .32‬هدسون‪ ،‬ترجمة محمود عياد‪ ،‬علم اللغة اإلجتماعي‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬طبعة الثانية‪1990 ،‬م‪ .‬ص ‪.213‬‬
‫‪ .33‬علم اللغة اإلجتماعي عند العرب‪ .‬ص ‪.154‬‬
‫‪.pdf .34‬أنواع االتصال والعوامل المؤثرة فيه‪http://faculty.ksu.edu.sa/72395/Arabic/DocLib/‬‬
‫‪9‬‬
‫والثالث‪ :‬لغة األشارة الضابطة‪ :‬وهي حركة الغرض منها رقابة وضب‬
‫اإلتصال الشفهي‪ ،‬فهز الرأس بما يفيد الموافقة من قبل المستقبل يشجع المرسل على‬
‫اإلستمرار في الحديث‪ ،‬أو ابعاد نظرات العين عن المتحدث بما يفيد عدم اإلكتراث‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫أو قيام الطلبة بحك اإلقدام على األرض يدل على الرغبة في انهاء المحاضرة‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬لغة اإلشارة عن المودة والحالة العاطفية بين الطرفين‪ ،‬فهناك العديد‬
‫‪36‬‬
‫من الحركات التي تعبر عن الحب أو الكره أو اإلسمئزاز‪ ،‬أو السرور أو الغضب‪.‬‬
‫فإ حمرار الوجه أو إصفراره ندرك من خاللهما خجل صاحبه أو خوفه‪ ،‬واإلبتسام أو‬
‫العبوس نفهم منهما سعادة ورضا الشخص أو حزنه وغضبه‪ ،‬وتقطيب ما بين‬
‫الحاجبين يدل على الغضب‪ .‬وزم شفتين يدل على اإلشمئزاز‪ ،‬ورفع الحاجبين مع‬
‫فتح العينين والشفتين يعني الدهشة أو اإلستغراب‪ ،‬ولهذا فقد قيل رب حال أفصح من‬
‫‪37‬‬
‫لسان‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬حركة تكيف الجسم‪ ،‬وهي الحركات التي نتعلمها منذ الصغار‬
‫‪38‬‬
‫ونمارسها بطريقة بدون شعورية كحك األنف أو الرأس أو تجفيف الوجه بالمنديل‪.‬‬
‫‪ .3‬وظيفة لغة اإلشارة‬
‫وقد أمكن استخدام هذه القدرة التواصلية في تطبيقات كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ )1‬توظيفها في العالج النفسي عن طريق استخدام الرسائل التي يبثها الجسم‬
‫ضى‪.‬‬
‫أو الجلد لتحديد المشاكل العاطفة عند ال َمر َ‬
‫‪ )2‬اإلسترشاد بها في تحديد مدى صدق المتكلم أو كذبه‪ ،‬وما إذا كان االنفعال‬
‫الذي يرسله أعضاء الجسم والذي يعبر عن حالة صادقة واقعية يطابق مع‬
‫االنفعال الذي يحاول الشخص أي يعبر عنه بوسائل أخرى مثل تعبيرات‬
‫الوجه‪.‬‬
‫‪ )3‬وقد أشار العلماء الى أن ما يكتسبه اإلنسان من خبرات عن طريق الجسم‬
‫أو الجلد أهم بكثير مما يتصور معظمنا‪ .‬ذلك أن الجسم أو الجلد لإلنسان‬
‫يملك الماليين من نقاط االستقبال واأللياف العصبية المهيأة لمعرفة مادة‬
‫‪39‬‬
‫الشيء واإلحساس بالضغ والحرارت واأللم والوخز وغيرها‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ .4‬أسرار لغة اإلشارة أو الجسد أثناء اإلجتماع مع اإلخرين‬
‫‪ )1‬الوجه‪ :‬اجعل وجهك مشرقا حافال بالتعبيرات‪ ،‬واجعل االبتسام عادة دائمة‬
‫لك ألن اإلبتسامة الخالصة تجلب لك األصدقاء وتبعد عنك أي أعداء ألنها‬
‫تكمل تعبيرات الوجه بإحساس صادق يعبر عن ترحيبك بمن أمامك‪.‬‬
‫واحذر هنا من اإلبتسامة الصفراء التي قد تضرك وتعمل على إحراجك‪،‬‬
‫واحرص أيضا على أن تظهر أسنانك من حين ألخر‪.‬‬
‫‪ .35‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ .36‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ .37‬أسرار لغة الجسم‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪.pdf.38‬أنواع االتصال والعوامل المؤثرة فيه‪http://faculty.ksu.edu.sa/72395/Arabic/DocLib/‬‬
‫‪ .39‬أحمد مختار عمر أنا واللغة والمجتمع‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ .‬الطبعة األولى‪ 1422 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪ .‬ص ‪.133‬‬
‫‪ .40‬آالن وبربارا بيز‪ .‬المرجع األكيد في لغة الجسد‪ ،‬حقوق ترجمة العربية‪ .‬المملكة العربية السعودية‪ :‬مكتبة جرير‪ .‬الطبعة األولى‬
‫‪ 2008‬م‪ .‬ص ‪ .379‬وانظر أيضا أسرار لغة الجسم‪ .‬ص ‪.149‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ )2‬اإليماءات‪ :‬كن معبرا‪ ،‬ولكن بدون أفراط‪ ،‬واجعل أصابعك مغلقة عندما‬
‫تومي ويديك أسفل مستوى ذقنك‪ ،‬وتجنب ثنى ذراعك أو تشبيك قدميك‪.‬‬
‫‪ )3‬حركة الرأس‪ :‬استخدام اإليماء بالرأس ثالث مرات عندما تتكلم‪ ،‬وإمالة‬
‫الرأس عندما تصغي‪ ،‬وجعل ذقنك ألعلى باستمرار‪.‬‬
‫‪ )4‬االتصال بالعين‪ :‬حافظ على االتصال بالعين مع اآلخرين بالقدر الذي‬
‫يشعر الجميع باالرتياح‪ ،‬فما لم يكن النظر لآلخرين محظورا ثقافيا‪ ،‬فإن‬
‫من ينظر لآلخرين يكتسبون مصداقية أكثر ممن الينظرون‪.‬‬
‫‪ )5‬وضع الجسم‪ :‬مل لألمام وأنت تستمع‪ ،‬وكن منتصبا وأنت تتحدث‪.‬‬
‫‪ )6‬المساحة الشخصية‪ :‬قف على مسافة من الطرف اآلخر تجعلك تشعر‬
‫باالرتياح ‪ ،‬وإذا تحرك هو للخلف فال تحظ أنت لألمام مرة ثانية‪.‬‬
‫‪ )7‬المحاكة‪ :‬قم بمحاكة لغة جسد اآلخرين بطريقة رقيقة وخفية‪.‬‬
‫‪ .5‬أهمية لغة الجسد‬
‫‪ )1‬لغة الجسد احدى المهارات الضرورية‪.‬‬
‫كان يُنظر إلى مهارات التعامل مع األخرين على أنها ميزة إضافية يتمتع‬
‫بها الشخص‪ .‬وقد أثبت األبحاث أنه في أية الرسالة يريد المتحدث‬
‫توصيلها الى األخرين ينقل الكالم على المنطق بنقل نصف المعنى فق ‪،‬‬
‫بينما تنقل لغة الجسد المتحدث المعنى الباقي‪.‬‬
‫‪ )2‬تنمية النفس‬
‫لغة الجسد من أفضل المزايا التي تكتسبها من التواصل مع األخرين هو‬
‫مساعدك على اإلنتباه إلى أسلوبك في األداء‪ ،‬ومن ثم تقييم فعاليته والعمل‬
‫على تحسينه‪ .‬ونرجو أن نستطيع هذا اللغة خاصة القيام في التعليم والتعلم‬
‫في الفصل‪.‬‬
‫‪ )3‬إن القدرة على فهم لغة الجسد وتفسيرها ترتب ارتباطا وثيقا بثمة الذكاء‬
‫الشعوري التي تبعث على اإلعجاب‪ .‬وهناك بعض األشخاص ممن‬
‫ينظرون إلى هذه السمة في محي العمل على أنها تحتل الدرجة نفسها من‬
‫األهمية التي تكون القدرة الفكرية والذكاء العقلي‪ .‬وال يثير الدهشة أن‬
‫نعرف أن النساء تحرز نسبة أعلى في الذكاء الشعوري عن النبة التي‬
‫‪41‬‬
‫يحققها الرجال‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪ . 41‬بيتر كليتون‪ ،‬لغة الجسد مدلول حركات الجسد وكيفية التعامل معها‪ .‬غزة‪ :‬المكتبة المركزية‪ ،‬دار الفاروق ص ‪.14-8‬‬
‫‪11‬‬
‫ينبغي علينا االستفادة عن أهمية اللغوية في خدمة المجتمع العام وخاصة عند‬
‫تعليم مهارات اللغة العربية‪ .‬ألن وظيفة اللغة ليست أنها مجرد وسيلة للتفاهم أو‬
‫توصيل‪ ،‬بل وظيفة اللغة هي أنها الحلقة في سلسلة النشاط االنساني المنتظم‪ ،‬وأنها‬
‫جزء من السلوك اإلنساني‪ .‬ونفهم من هذه العبارة أن اللغة إنما تحقق رغبة اإلنساني‬
‫باعتباره مخلوقا إجتماعيا‪ .‬وهي الوسيلة التي تتم بواسطتها تبدل أو نقل المعلومات‪،‬‬
‫واألفكار والحقائق والمشاعر من جهة إلى أخرى حتى تيحقق الفهم الموحد وكذلك‬
‫توفر نفس المعلومات واألفكار والحقائق لجميع األطراف الذين تشملهم عملية‬
‫اإلتصال‪ .‬اال هتمام بوظيفة اللغات سواء كان لغة الكالم‪ ،‬لغة الكتابة‪ ،‬ولغة الجسدية أو‬
‫اإلشارة هي من أفضل الوسائل التي تساعد كثيرا منا لمعالجة اللغة في إطارها‬
‫الكامل في الحوارات و المحادثات و القراءة والتعبير المكتوب‪ .‬فالباحث يختار هذا‬
‫المدخل ألنه أهم المدخل في الوظيفة اللغوية المناسبة بصداد دراستنا في مادة علم‬
‫اللغة اإلجتماعى والنفسي‪ ،‬وخاصة الستخدام تعليم المهارت اللغوية للمدرسين ليمكن‬
‫تنفيذها في ميدان الدراسة داخل الفصل لطالبهم‪ .‬لكل اللغة الوظيفة واألهمية لها‬
‫تطبيق خاص التساوي مع غيرها‪ ،‬ولكن تلك اللغات العالقة بينها في استخدام وسائل‬
‫اإلتصال بين أفراد المجتمع‪ .‬وهللا الموافق‪...‬‬
‫المراجع‬
‫أبراهين أنيس‪ .‬اللغة بين القومية والعالمية‪ .،‬دار المعارف بمصر بدون‬
‫سنة الطبعة‪.‬‬
‫أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪ .‬معجم مقاييس اللغة‪ -‬تحقيق‬
‫وضب ‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر‪1392 .‬هـ ‪ 1972 .‬م‪.‬‬
‫أبو الحسين أحمد بن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية‪ .‬بيروت‬
‫لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 .‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫أبي عثمان عمر بن بحر الجاحظ‪ ،‬البيان والتبيين‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة‬
‫العصرية‪1426 ،‬هـ\ ‪2005‬م‪.‬‬
‫أحمد طه سلطان ومحمد ابراهيم العفيفي‪ ،‬محاضرات في فقه اللغة‬
‫العربية‪ .‬مقرر كلية اللغة العربية بجامعة األزهر الشريف بالقاهرة‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫دار اإلتحاد والتعاوني للطباعة‪.‬‬
‫أحمد مختار عمر أنا واللغة والمجتمع‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ .‬الطبعة‬
‫األولى‪ 1422 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪.‬‬
‫آالن وبربارا بيز‪ .‬المرجع األكيد في لغة الجسد‪ ،‬حقوق ترجمة العربية‪.‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪ :‬مكتبة جرير‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2008‬م‪.‬‬
‫بيتر كليتون‪ ،‬لغة الجسد مدلول حركات الجسد وكيفية التعامل معها‪ .‬غزة‪:‬‬
‫المكتبة المركزية‪ ،‬دار الفاروق‪.‬‬
‫حسن ظاظا‪ ،‬اللسان واإلنسان مدخل الى معرفة اللغة‪ .‬دمسق‪ :‬دار القلم‪.‬‬
‫وبيروت‪ :‬الدار الشامية‪ .‬الطبعة الثانية‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م‪ .‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪12‬‬
‫رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬المهارات اللغوية‪ :‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها‪.‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪ 2004 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الفتاح البركاوي‪ .‬مدخل الى علم اللغة الحديث‪ ،‬مقرر كلية اللغة‬
‫العربية بجامعة األزهر الشريف بالقاهرة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.‬‬
‫فاطمة عرفات الحلو‪ ،‬االتصال الصامت وتأثيره في اآلخرين (رسالة‬
‫الماجستير)‪ ،‬بالجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة عمادة الدراسات العليا كلية أصول الدين‬
‫قسم التفسير و علوم القرآن‪ ،‬تحت إشراف فضيلة الدكتور وليد محمد العمودي‪،‬‬
‫بغزة فلسطين‪1429،‬هـ ‪2008 .‬م‪.‬‬
‫فخر خليل النجار‪.‬األساس الفنية للكتابة والتعبير‪ .‬عمان‪ :‬دار الصفاء‪،‬‬
‫الطبعة اإلولى‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‬
‫فخر خليل النجار‪.‬األساس الفنية للكتابة والتعبير‪ .‬عمان‪ :‬دار الصفاء‪،‬‬
‫الطبعة اإلولى‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬
‫ماهر شعبان عبد الباري‪ .‬الكتابة الوظيفية واإلبداعية المجاالت‪،‬‬
‫المهارات‪ ،‬األنشطة‪ ،‬والتقويم‪ .‬عمان‪ :‬دار المسيرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪2010‬م –‬
‫‪ 1431‬هـ‪.‬‬
‫محمد صالح الشنطي‪ .‬فن التحرير العربي ضوابطه وأنماطه‪ .‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ :‬دار األندلوس‪ ،‬الطبعة السابعة‪1427 .‬هـ ‪ 2006 -‬م‪.‬‬
‫مستور سالم أبوتالت‪ ،‬أسرار لغة الجسم‪ .‬اإلسكندارية‪ :‬مطبعة سامي‪.12‬‬
‫‪2010‬م‪.‬‬
‫هادي نهر‪ ،‬علم اللغة اإلجتماعي عند العرب‪ .‬بغداد‪ :‬ساعدة الجامعة‬
‫المستنصرية على طبعه‪ ،‬الطبعة األولى‪1408 .‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫هدسون‪ ،‬ترجمة محمود عياد‪ ،‬علم اللغة اإلجتماعي‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪،‬‬
‫طبعة الثانية‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫فيه‬
‫المؤثرة‬
‫والعوامل‬
‫االتصال‬
‫‪.pdf‬أنواع‬
‫‪http://faculty.ksu.edu.sa/72395/Arabic/DocLib/‬‬